Menu

عن الحق في التسلح: كيف تحمي شعبك؟ 

صورة تعبيرية

خاص بوابة الهدف

تبيح المنظومة الاستعمارية المهيمنة في هذا العالم لذاتها؛ ارتكاب كل أنواع الجرائم بغية مواصلة هذه الهيمنة؛ فالهوس العنصري بالذات، يقود المستعمرين لتمثلات لأنفسهم، في موضع يفوق بقية البشر على اختلاف الأمم والشعوب، وبالنسبة لطغمة الطغاة المستعمرين لهم وحدهم الحق في الحياة والبقاء والازدهار والتطور، حيث قررت الولايات المتحدة ومعها الكيان الصهيوني، منذ أمد طويل أن تحظر على شعوب ودول المنطقة الوصول لأي من أدوات وموارد السيادة والاستقلال، وجابهت بالقوة العسكرية الوحشية، والعقوبات، وكل أشكال الحصار، أي محاولة من الدول والشعوب لبسط سيادتها على مواردها، أو الانتفاع بشكل لائق من هذه الموارد، وفي هذا السبيل نظمت الانقلابات العسكرية والغارات الحربية، وسلسلة لا تنتهي من جرائم الاغتيال.

إيران التي اغتالت الأذرع الوحشية للمنظومة الاستعمارية؛ أحد علمائها بالأمس، تشكل مثال واضح على طبيعة السياسات الاستعمارية، فقد خضعت هذه البلاد للهيمنة الاستعمارية ونهب هائل لثرواتها في ظل الحكم الديكتاتوري للشاه المتحالف مع المعسكر الاستعماري، وحينما تمرد الإيرانيين من خلال قرار حكومة محمد مصدق بتأميم النفط الإيراني؛ نظمت الولايات المتحدة وبشكل معلن انقلاب ضده، وأعادت حكم الشاه تحت وصايتها، وعندما نجح الشعب الإيراني في إسقاط نظام الشاه؛ بادرت الولايات المتحدة والمنظومة الغربية ايران بسياسات العدوان، وفرضت أشكال متعددة من العقوبات على هذا البلد الساعي للنهوض؛ عقوبات وصل تصاعدها في السنوات الأخيرة لحرمان الإيرانيين حتى من حقوقهم في الحصول على سلع أساسية؛ مثل: الغذاء والدواء وأدوات العلاج ومعدات المستشفيات. 

ذريعة الولايات المتحدة كما العدو الصهيوني في العدوان على إيران؛ أن الأخيرة تسعى للتسلح، وبعيدًا عن المقارنة مع تسلح الولايات المتحدة أو العدو الصهيوني، الخزي الكبير في هذه الذريعة؛ يكمن في حقيقة أن الولايات المتحدة والعدو الصهيوني، تهدد منذ عقود إيران بالهجوم العسكري وتخطط لتنفيذه، وأن سعي إيران للتسلح في ظل الحصار هو الأداة الوحيدة المتاحة أمامها لمنع الهجوم عليها واحتلالها وإبادة ملايين من شعبها، كما تم في العراق وغيرها.

السياسة الأمريكية الصهيونية المشتركة؛ مفادها أنه يحظر عليك حماية ذاتك من محاولتنا لقتلك واحتلال بلادك واخضاعها لهيمنتنا واستعباد شعبك ونهب مواردك، وإن فعلت، سنهاجمك بمزيد من العقوبات والأعمال العدائية والغارات والاغتيالات الوحشية، فيما تشير نظرة بسيطة لتاريخ هذا العالم، ولتاريخ هذه المنطقة في السنوات الأخيرة تحديدًا، أن القتال والاستعداد له، هو فقط ما ردع المنظومة الاستعمارية عن توسيع حيز جرائم الإبادة التي تمارسها بحق الشعوب، وأن مقاومة العدوان أي كانت الأثمان والتضحيات المدفوعة ضمنه، هي أقل كلفة بكثير من الاستسلام له، أو التخلي عن موارد وفرص مواجهته.